خطوات أداء العمرة الصحيحة من الإحرام حتى الطواف | الاتحاد لخدمات المعتمرين

العمرة من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهي عبادة تجمع بين الطاعة والروحانية والسعي لنيل المغفرة والرحمة. ولأنها شعيرة عظيمة، يبحث الكثير من المسلمين عن الطريقة الصحيحة لأداء مناسك العمرة بدءًا من الإحرام وحتى الطواف والسعي والتحلل. في هذا المقال سنأخذك خطوة بخطوة للتعرف على خطوات العمرة الصحيحة وفق ما ورد عن النبي ﷺ، مع إبراز أهم الآداب والشروط التي ينبغي على المعتمر الالتزام بها.


أولًا: تعريف العمرة وفضلها

العمرة لغةً: الزيارة. وشرعًا: زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك مخصوصة من إحرام وطواف وسعي وحلق أو تقصير.
فضل العمرة عظيم، فقد قال رسول الله ﷺ:

“العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” (متفق عليه).

العمرة فرصة عظيمة لمحو الذنوب، وفتح صفحة جديدة مع الله تعالى، وشحن إيماني يمد المسلم بالقوة الروحية في حياته اليومية.


ثانيًا: الاستعداد للعمرة

قبل الشروع في الإحرام، ينبغي على المسلم أن يستعد لهذه العبادة العظيمة:

  1. الإخلاص لله: فالمقصد من العمرة هو نيل رضا الله وحده.

  2. التوبة الصادقة: من الذنوب والمعاصي.

  3. رد المظالم: ورد الحقوق إلى أهلها.

  4. الاغتسال ولبس ثياب الإحرام:

    • الرجل: إزار ورداء أبيضين غير مخيطين.

    • المرأة: تلبس ما شاءت من الثياب الساترة دون تبرج.


ثالثًا: الإحرام

الإحرام هو نية الدخول في النسك، وهو ركن أساسي في العمرة.

خطوات الإحرام:

  1. الاغتسال والتطيب قبل لبس الإحرام (للرجال فقط).

  2. ارتداء ملابس الإحرام.

  3. صلاة ركعتين سنة الإحرام (إن تيسر).

  4. النية: يقول المعتمر عند الميقات:

    “لبيك عمرة” أو “اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي وتقبلها مني”.

  5. التلبية: يبدأ بالتلبية بعد النية ويكررها:

    “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.


رابعًا: الطواف بالكعبة المشرفة

الطواف هو أول ما يبدأ به المعتمر بعد دخول المسجد الحرام.

كيفية الطواف:

  1. دخول المسجد الحرام بالقدم اليمنى والدعاء عند الدخول.

  2. التوجه إلى الحجر الأسود وبدء الطواف منه.

  3. تقبيل الحجر الأسود إن أمكن، أو استلامه باليد، أو الإشارة إليه.

  4. الطواف سبعة أشواط مع جعل الكعبة عن يساره.

  5. الدعاء وقراءة القرآن أثناء الطواف، مع كثرة الذكر.

  6. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر.


خامسًا: السعي بين الصفا والمروة

بعد الطواف، يتوجه المعتمر إلى السعي.

خطوات السعي:

  1. يبدأ بالصفا ويقرأ قوله تعالى:

    “إن الصفا والمروة من شعائر الله…”

  2. يصعد على الصفا ويستقبل الكعبة ويدعو بما شاء.

  3. يمشي من الصفا إلى المروة سبعة أشواط (الذهاب شوط، والعودة شوط).

  4. يكثف الدعاء والذكر، وعند المشي بين العلمين الأخضرين يسرع الرجل في المشي.


سادسًا: الحلق أو التقصير

بعد الانتهاء من السعي، يختم المعتمر عمرته بالحلق أو التقصير:

  • الرجال: الحلق أفضل، وإن قصّر جاز.

  • النساء: تقصير قدر أنملة من أطراف الشعر.


سابعًا: آداب وأخطاء شائعة ينبغي تجنبها

  • الانشغال بالتصوير وترك الدعاء.

  • التدافع الشديد عند الحجر الأسود.

  • رفع الصوت بشكل مزعج أثناء التلبية أو الدعاء.

  • ترك سنة التواضع والخشوع والانشغال بالدنيا.


الخاتمة

أداء العمرة نعمة عظيمة من الله تستحق الشكر، فهي فرصة لتجديد الإيمان ومحو الذنوب والعودة إلى الله بروح نقية. الالتزام بخطوات العمرة الصحيحة كما وردت عن النبي ﷺ يضمن للمعتمر أداء المناسك على الوجه الأكمل.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *